Powered By Blogger

Rabu, 08 September 2010

أوصاف المؤمن الحقيقي

قال الله تعالى فى كتابه الكريم: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون (الحجرات: 15)
خص الله فى هذه الآية الحديث عن المؤمنين الحقيقيين تبيانا أن المؤمنين ليس من حسب أن النطق بالشهادتين وأداءالأركان الأربعة الباقية يكفى فى أنهم مؤمنون بالإيمان الكامل ولو لم يجاهدوا مع الرسول (ص م) ولم ينفقوا أموالهم فى سبيل الله وراودتهم الشكوك وارتباتهم فى كثير من لوازم أركان الخمسة كما يظن كثير من المسلمين اليوم, أن النطق بالشهادتين مع أداء الشعائر التعابدية وهم مجردون من الأثر والتأثير ولايدعون الى الله ولا يهجرون المعاصى ولا يجاهدون بالقلب واللسان والنفس والمال يكفى فى أنهم مؤمنون للإيمان الكامل.
وكما شهدنا الآن ايضا كثير منهم يعترفون بأنهم مؤمنون وأنهم مسلمون وأنهم طائعون بالله ورسوله ولكنهم مصرون على العصيان و المعصية وهم لايصلون الصلوة الخمسة المكتوبة ولايؤتون الزكاة المفروضة ولايتركون الكذب والغيبة والفتنة وغيرها ولاسيما فى عصر العولمة و التقدم والتتطور الحاضر, أن التكنولوجي والمعلومات تتطور تطورة عظيمة وتتأثر فى نفوسهم تأثيرة كثيرة, فلا نتعجب مما شهدنا اليوم أن الولد إبن عشرة سنين يسرق وأن الشيخ الهريم ينتهك الصبية وأن الشبابين يحتفلون حفلة شرب الخمر وأيضا الشباب والشبابة يتغازلون ويفعلون ما فعله الزوجان مع أنهم المؤمنون و المسلمون.
الصفة الأولى: الإيمان بالله ورسوله "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله"
الإيمان بالله ورسوله ص م يشمل كل ما أمر الله به ليفعل وما نهي عنه ليترك وجاء به الرسول ص م آمرا وناهيا, ومحللا ومحرما, فليس الإقرار بالله ربا والها, وبرسوله نبيا ومبلغا فقط هو الإيمان. بل الرضا بذالك و الإكتفاء به مع الإقتناع, ولايكون هذا المؤمن إلا إذا عمل بمقتضى الإيمان بالله ورسوله أو يسلك طريقا غير طريق الإسلام, ولا يريد سواه ولايوافق غير شريعة الإسلام كما ورد فى الحديث الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ذاق طعام الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" (رواه المسلم)
والرضا بربوبية الله تعالى يشمل ألوهيته وبالإسلام يتضمن الإقرار بالقلب والعمل بالشريعة الإسلامية وبمحمد رسولا يدخل فيه طاعته واتباعه.
الصفة الثانية: عدم الشكوك والإرتياب فى القلب "ثم لم يرتابوا"
الإيمان بالله ورسوله ص م وبما جاء به اجمالا وتفصيلا, لايعطى ثماره ويثبت فى القلب وتمثله الجوارح عملا وقولا, ما لم يتصف بالرسوخ واليقين, ويكون باطنه كظاهره سواء, وبستوى فى يقين المؤمنين عالم الغيب وعالم الشهادةحتى إذا ما برز لهم الغيب وظهر مازادهم ايمانا عما أنبأهم به القرآن وجآءهم به الرسول ص م. لذالك كانت هذه الصفة فى الأية واسطة بين صفة الإيمان فى أول الآية وصفة العمل فى آخر الآية "الجهاد" وما أجمل وأبلغ حرف "ثمّ" وهو للتراخى الذي لاحدود له, وليس المراد بالإرتياب ما يحصل عند الإيمان فقط. بل يشمل الإرتياب الذى قد يحاول أن يكتنف المؤمنون بعد الإيمان واستكمالهم أركان الإيمان, فى أن يتراجعوا عن طلب زيادة الإيمان او يتثاقلوا عن العمل بمقتضى الإيمان, كأن الإيمان الذى لايزداد على حافة النقصان, وإذا بدأ النقصان فقد جآء الشك والريب من كل مكان.....! وقد جآءت النصوص كثيرة تدعم هذا الجانب فى المؤمنين حقا كقوله تعالى: "إن الذين قالوا ربناالله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملآئكة الا تخافوا ولاتخزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون (30) نحن أوليآؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ولكم فيها ماتشتهى أنفسكم ولكم فيهاماتدّعون (31) نزلا من غفور رحيم (32)" (فصلت:30-31)
وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى أقسام النفوس التى يدور الحب فى هذا العالم بينها وهي نفس شهوانية ونفس سبعية عصبية ونفس سماوية علوية فإن هذه النفس الثالثة محبتها تنصرف الى المعارف واكتساب الفضآئل والكمالات الممكنة للإنسان واجتناب الرذآئلز
واستشهد بهذه الأيات لهذا النفس التى هي النفس المؤمنة وذكر أن الملك يتولى من يناسبه بالنصح والإرشاد والتثبيت و التعليم وإلقآء الصواب على لسانه ودفع عدوه عنه....."وكل ما هيأه الله للمؤمنين الذين آمنوا فاستقاموا ولم يرتابوا" والإستقامة هي الإستمرار على الإيمان والثبات عليه فى زيادة ولانقصان بفعل مايقتضيه الإيمان واجتناب مايناقضه.
الصفة الثالثة: الجهاد فى سبيل الله بالمال والنفس "وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله"
الصفتان السابقتان الإيمان بالله و برسوله ص م إجمالا وتفصيلا, إعتقادا وعملا, و الإستقامة على اللإيمان دون ريب وشك هاتان الصفتان تتضمنان العمل, الذى هو من الإيمان و الذى يدل على اليقين فى الإيمان و الإستقامة عليه معا, ومع هذا فإن الصفة الثلثة تنص على العمل وإن تضمنته الصفتان السابقتان....!
العمل المنصوص عليه بالجهاد فى هذه الصفة هو العمل المباشروالمطابق عمليا وكل هذا إنما هو ترابط وتداخل وثيق يبن الإيمان والعمل لاانفصام بينهما. وبهذا يتكون المجتمع المؤمن الذى يزداد ولايتناقص, يتلاحم ولايتفارق, ويطابق ظاهره باطنه ودعواه استحقاقه...!
ولا نحتاج الى تأمل وبحث كثير فى أن هذه الصفة الثالثة للمؤمنين أحاطت بالعمل من كل جوانبه ونصت عليه, فالجهاد يعنى كل طاعة الله ((فعلا وتركا)) ومنه الجهاد الكفار بالسيف و السلاح وتبذيل المال فى ذالك و العبادة إما بالنفس أو بالمال بل قسمها الفقهآء هاكذا: بدانية أو مالية أو منهما معا.
وبهذه الكتابة القصيرة نعلم أن المؤمن الحقيقي هو الذى يكون سميعاوطائعا ومعترفا بأن الله رب ومحمدا نبي الإسلام دين, وهذه مشتملة على جميع الوجوه, طاعة الله ورسوله قولا وفعلا وأحوالا. ولأجل ذالك لازم على كل المؤمن إذا أراد أن يكون مؤمنا حقيقيا عليه أن يطيع ماأمره الله ورسوله ويجتنب مانهاه الله ورسوله حق الطاعة وحق الإجتناب, حتى يكون مؤمناحقيقياوتقيا وخاضعا وخاشعا لله تعالى, فهذاالمؤمن سوف يجزاه الله تعالى بالجنة والسعادة فى الآخرة.
نرجو الله العلى القدير الرحمةَ والمغفرة والتوفيق والهداية فى هذه الدنيا الفانية ونسأله الجنة والسعادة والنظرةالى وجهه الكريم يوم نلقاه فى الآخرة الأبدية.....آمين...يارب العالمين.....

Tidak ada komentar:

Posting Komentar